وثائقي خطير : عن " المسلة الفرعونية" أو ما يسمى بـ "المسلة الشيطانية"

ضمن جزأ من وثائقي خطير، كانت هناك فقرة تتحدث عن المسلًة الفرعونية الشهيرة (أو ما يسميه البعض بالمسلة الشيطانية)، التي تتواجد في عواصم بلدان عديدة منها دول كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وتركيا.. ودول على قدر كبير من الأهمية الدينية أبرزها "الفاتيكان".

هذه المسلة هي بناء بشكل هندسي مميز ينتصب في بناء من أربعة أوجه، وتشبه عمودا "مستطيلا" إلى حد ما، عدا قاعدتها الأكثر إنبساطا وإتساعا، وقمتها التي تلتقي فيها أضلعها الأربعة على شكل هرم صغير، وهي مشهورة كتراث فرعوني، لكن البعض يقول أنها أقدم من حضارة الفراعنة أنفسهم، وأنها رمز من رموز "الماسمونية". وفيما يلي رسم يوضح شكل البناء الذي يسمى "المسلًة الفرعونية":

المسلة الفرعونية - مسلة الشيطان mesalla.jpg (18 KB)

هذه النسخ على ما يبدو متفاوتة زمنيا بشكل كبير جدا، أي أن كل بناؤه في فترة زمنية مختلفة عن الاخر، مما يدل على واحد من أمرين، إما أن الباني هو واحد (ليس بالضرورة نفس الشخص، لكن نفس المجموعة ذات الأصل الثقافي المترابط) أو أنها مجرد تحفة تناقلتها أجيال مختلفة على مر قرون من مناطق جغرافية لأخرى. ولكلتا الفرضيتين من يدافع عنهما بحججه "المقبولة" عموما.

وفي كل حال، هذه هي الصورة الحقيقية لإحدى المسلات الفرعونية الأصلية الموجودة في مصر:

2016128958RN321.jpeg (15 KB) المسلة الفرعونية الأصلية

ما يثير في هذا الفيديو الوثائقي الذي سنعرضه لكم في أسفل الخبر، أن هذه المسلة نفسها هي ما يظهر في منتصف الحفرة التي يتم رمي الجمرات فيها أثناء تأدية شعيرة الحج، وظهر ذلك في فيديوهات قديمة مسجلة للحجاج وهم يقومون برمي الجمرات مباشرة على هذه "المسلًة" كما يظهر في الصورة التالية:

mqdefault.jpg (16 KB)المسلة الفرعونية أثناء رمي الجمرات

لكن، كان هذا قبل عقود طويلة من الزمن، ولربما لم يكن بوسعنا معرفة ذلك لولا أنه تم توثيقها عرضيا في فيديوهات ألتقطت لحجاج بيت الله الحرام !

لماذا؟

ببساطة، لأن مكان رمي الجمرات اليوم لا توجد "مسلًة فرعونية" أو "مسلًة شيطانية" كما يحلو للبعض تسميتها، بل هناك حائط فقط !!!

masalla.jpg (24 KB)مكان رمي الجمرات الحديث

وهنا يطرح السؤال: من قام بإستبدال هذا الحائط بالمسلة التي ترمز للشيطان والتي لطالما تم رميها بالجمرات؟

بل هنا سؤال أخطر، من وضع "مسلًة" فرعونية فوق جبل عرفة وجعل الناس يتبركون بها ويطوفون حولها ويتعبدون بها عوض رجمها في حفرة رمي الجمرات (كما يتضح في الصورة التالية)؟؟؟

3rafat mealla.jpg (97 KB)  مسلة الشيطان فوق جبل عرفة

 سنترككم مع الفيديو : التالي في الأسفل، ففيه لقطات مصورة لمسلاًت في دول عديدة "صوت وصورة"، كما ويتضمن لقطات أصلية للمسلة وهي يتم رجمها من طرف حجاج بيت الله، ثم المسلة التي بنيت فوق جبل عرفة من طرف "أحدهم" ليتبرك بها الحجاج ويتعبدوا بها، بعدما قام بإزالتها من المكان الذي كانوا يرجمونها فيه حيث كانت تعتبر "نصبا يرمز للشيطان":

أليس لنا أن نسأل، بعد هذا عمن يدير أقدس مقدساتنا الإسلامية، وكيف يتم ذلك، وهل من يديرها حقا يستحق ثقة المسلمين؟؟! وأين هم علماء المسلمين وحكماؤهم؟ هل يغطون في سبات عميق، أم أنهم وافقوا وييوافقون على ما يحل ببيت الله الحرام؟

               الوهابية: يحافظون على مسلة الشيطان لكن يريدون هدم قبة الرسول ص!!

نصب مسلة الشيطان على جبل الرحمة أحد جبال عرفات
يقولون أنه "من هويتنا وتراثنا وعلينا أن ندافع عنه بكل ما نستطيع"
ما هو التاريخ الذي يمثله هذا النصب؟؟ ولماذا بني؟؟ ومن أي ناحية يمثل هويتكم؟؟

وهاهم الناس تتبرك به ولا يوجد أي حارس قريب يمنعهم!
وإذا ذهبت لتتبرك من الركن اليماني أو الحجر الأسود فإنك ستجد من أحد الشيوخ ذو اللحى الطويلة يقول لك "شرك هذه احجار لا تضر ولا تنفع" كقول إمامهم عمر للحجر الأسود وكأنه يسفه تقبيل رسول الله ص له وأنه خال من الحكمة!!*
قبل سنوات ظهرت هذه المسلة في اقدس المدن الاسلامية وتحديداً فوق جبل الرحمة الذي هو جزء من جبل عرفات في مكة، ويقال أو يبرر "اﻵن" أن الغرض منها هو لتعليم أو تشخيص مكان وقوف "النبي محمد صلى الله عليه وسلم".
ما هو أصل هذا النصب أو هذا الشكل؟
ينتشر هذا النصب في كثير من مدن الغرب سواء في أوربا أو أمريكا ، ومن اﻷماكن الشهيرة هي المسلة في واشنطن أمام البيت الأبيض وباريس و هولاندا والفاتيكان
وترتبط المسلة حالياً بمجاميع متنفذه ذات أصول سرية تسمى الماسونية أو المتنورين التي تمارس طقوس عبادة الشيطان وهو أمر لم يعد بالخافي بل هو يظهر للعلن يوم بعد آخر ورموزهم أصبحت علنية وحتى في مواقعهم المعلنة ومسلة الشيطان من أكثر الرموز المعروفة.

السؤال الأهم نسأله لكم إن لم تصدقوا هذا الكلام:
هل رأيتم هذا الشكل من قبل؟؟؟
وإذا رأيتموه فأين؟؟
من لم يتذكر سنذكره...

رمي الجمرات (سابقا)

كان هذا الشكل كان في الحقيقة "يرجم" بالحجر في منى في رمي الجمرات الذي يمثل رجم الشيطان، طبعا هذا قبل تغيير شكل رمي الجمرات وجعله أعرض (أحد الأخوة علق وقال : كان في مستوى أصعب في التصويب فأنزوله للمستوى الأسهل) 

وهنا يدافع البعض أن الشاخص او المسلة هي مستحدثة وليست من وقت الرسول؛ اذا كانت مستحدثة فإن من وضعها هناك (مهما يكن) يعلم ارتباطها الوثيق بالشيطان كرمز وإلا لماذا وضع هذا الشكل منذ البداية؟؟

نكرر:
لماذا هذا يعتبر من التراث وبيت النبي ص أو قبة مسجده ليس من التراث؟؟ ولماذا بيت الرسول ص يهدم ويُبنى عليه دورات مياه وهذا النصب الذي يدعون انه مكان وقوف رسول الله ص موجود وهو مستحدث عن أيام رسول الله ص؟؟
* نختم بقول الإمام أحمد الحسن (ع):
أما علاقة الحجر بخطيئة آدم ع فهذا أمر قد تكفل الأئمة ع بيانه، وإن كان ربما خفي فيما مضى على الناس لعلة أرادها الله سبحانه، بل وعلاقة الحجر بخطايا الخلق أيضاً قد تكفلوا بيانه، وقد بيَّن هذا الأمر رسول الله محمد (ص) بأوضح بيان بالعمل - عندما قبّل الحجر - ولكنه بيان لمن لهم قلوب ويعون أفعال محمد (ص) الحكيم الذي يعمل الحكمة، لا كعمر بن الخطاب الذي يصرح أنه لا يفهم لماذا رسول الله محمد (ص) قبّل الحجر ويصرح أن نفسه وحقيقته لا تتقبل تقبيل الحجر ولكنه يفعله فقط لأنه رأى رسول الله محمداً (ص) يفعل ذلك أمام آلاف المسلمين ولا يمكنه مخالفة محمد (ص)؛ لأنه يدعي أنه خليفته، فهو يسفه فعل محمد (ص) ويستن به مجبراً فأي مكر هذا.
روى البخاري ومسلم وأحمد: (أن عمر جاء إلى الحجر فقبّله وقال: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك ما قبلتك).
وروى أحمد بسنده عن سويد بن غفلة، قال: (رأيت عمر يقبّل الحجر ويقول: إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع، ولكني رأيت أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بك حفياً).
فعمر بن الخطاب عندما قبّل الحجر صرَّح بأنه كاره لهذا الفعل ومنكر له ومستخف بهذا الحجر وكونه الشاهد على العباد بالوفاء بالعهد والميثاق المأخوذ عليهم في الذر، ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُواْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾، وهذه إشارة جلية لمن لهم قلوب يفقهون بها، بأن عمر بن الخطاب منكر للعهد والميثاق المأخوذ ولذا فنفسه تشمئز من الحجر الشاهد، وبالتالي يحاول عمر إنكار كون الحجر شاهداً حقيقياً، فيخاطب عمر بن الخطاب الحجر الشاهد والحجر الأساس والحجر الأسود بقوله: (إني لأعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع)، وبما أن الناس الذين كانوا يحيطون بعمر في هذا الموقف قد رأوا رسول الله محمداً (ص) حفي بهذا الحجر شديد الاهتمام به ويُقبِّل هذا الحجر ويسجد عليه، بل هم أنفسهم قد ورثوا عن حنيفية إبراهيم ع تقديس هذا الحجر والاهتمام به، لذا تدارك عمر قوله بفعله فقبَّل الحجر ولكن بعد ماذا ؟! بعد أن سفّه عمر تقبيل الحجر الأسود بأنه حجر لا يضر ولا ينفع، وبالتالي فلا حكمة في تقبيله، وبالتالي فإن عمر بقوله وفعله أراد أن يهمش الحجر الأسود وينفي كونه شاهداً، ويجعل تقبيل رسول الله (ص) للحجر وسجوده عليه أمراً مبهماً غير مفهوم خالٍ من الحكمة، والحقيقة أنه لو كان الحجر الأسود لا يضر ولا ينفع لكان فعل رسول الله (ص) وحاشاه خالياً من الحكمة، ولا يمكن أن يكون فعل رسول الله (ص) له معنى وحكيماً إن لم يكن هذا الحجر يضر وينفع بإذن الله وبحوله وقوته سبحانه، إذن فمشيئة الله أن يظهر ما يبطنه عمر من موقف تجاه الحجر أو العبد الموكل بالعهد والميثاق أو قائم آل محمد، وسبحان الله لا يضمر الإنسان سوءاً إلا أظهره الله في فلتات لسانه.
 ]
كتاب الجواب المنير عبر الأثير (الجزء الرابع): سؤال 327





تعليقات

يجب علينا تقديم خطاب إعلامي مقنع للجمهور، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والتعامل بحرص مع الموضوعات