خليك إيجابي وطور ذاتك ..تنعم بحياتك

خليك إيجابي وطور حياتك.. الكاتب الصحفي و الإعلامي/ أحمد سمير يكتب.. في هذا الأتجاة يتوجب علينا توجيه تفكيرنا، والتحقق من هذه الفلسفة في واقعنا اليومي ،وهذا هو موضوع مقالي اليوم.

لا شك عزيزي القارئ أنك مثل الكل، تحاول باستمرار تطوير ذاتك، لإثبات جدارتك، و لتؤمن بأن كل طموحاتك يمكن أن تتحقق، شريطة أن تعطاك الوسيلة.

يبدو أن أفضل طريقة لرؤية هذه الطموحات تتحقق هو أن تكون إيجابيا في حياتك، مع السعي إلى خلق الظروف المواتية لكي تعيش الارتياح الذاتي، فالإحسان إلى الذات يكون بتقديرها و منحها قدرها و مكانتها، و السمو بها كي تصبح في أزهى المراتب.

يبدو هذا الكلام جيداً على المستوى النظري، ويبدو أننا مقتنعين بأن مفتاح النجاح والسعادة هو إثبات الذات والتفكير الإيجابي، فماذا عن المستوى العملي، وكيف يمكن تجسيد هذا الكلام في الواقع اليومي.

ابدأ بطرح سؤال : كيف للتفكير الايجابي أن يغير حياتي:-

1- حاول أن تثري ثقافتك بأن تتعلم شيئاً جديدا يوميا :-

دماغك هو مثل حساب بنكي يجب أن تضع فيه المزيد ليكبر وينمو، لهذا يجب أن تأخذ العزم من الآن،و أن تكون لك استراتيجية لتتعلم شيئا جديدا يوميا، ومن الأفضل أن تحدد المواضيع الذي ستتعلمها في هذا اليوم وفي اليوم الموالي وهكذا، واختيار المواضيع يتوقف عليك، على ما هي المجالات التي تشعر أن ثقافتك ضعيفة فيها، وإلا فكن قارئا يلتهم كل شيء، اقرأ الأدب والفلسفة والفكر والتاريخ والعلوم المختلفة، فأن تضع استراتيجية تكتشف من خلالها أمورا جديدة لن تضرك في شيء، ولكنها حتما ستنفعك وستجعلك تطور مهاراتك وأساليبك في الحياة، وبالتالي ترسيخ ثقتك في ذاتك، صحيح أنه قد يبدو من الصعب أن نجد الوقت والاستعداد النفسي لاستراتيجية من هذا القبيل، نظرا لتعقيدات الحياة المعاصرة، ولكن الثقة بالنفس تحتم أن لا نستسلم للواقع بل تدعونا إلى الإبداع فيه، واليك بعض الطرق لكي تـــنزل هذه الإستراتيجية في واقعك اليومي، رافق أشخاص ذوي ثقافة واسعة.

لعلك لاحظت عزيزي القارئ أن الأشخاص الذين يتميزون بثقافة واسعة ليسوا محدودي النظر، بالتالي يجدون الحلول ببساطة، عكس محدودي الثقافة، يجب إذن مرافقة أشخاص مثقفين، يتعلمون باستمرار، ثم أكتب قائمة بالمواضيع التي ترغب في تعلمها، لا شك أن هذه الطريقة ستشعرك بالتزام تجاه نفسك، وستزيد شهوة القراءة والبحث لديك.

حاول أن تحمل معك كتابا علميا، رواية، ديوان شعر، مجلة على الدوام، وأن تنصت إلى برنامج حواري تثقيفي أو متابعة وثائقي، خاصة وأن الأمر قد أصبح سهلا ومتاحا مع التطور المطرد في الأجهزة اللوحية، وحاول أن تستفيد من هاتفك الذكي الذي أصبح يتيح لك إمكانات متعددة بهذا الشأن.

حاول أن تطبق ما تعلمته، وإلا ما فائدة أن تتعلم لغة الهيتمل مثلا إذا لم تحاول ابتكار صفحة ويب بهذه اللغة، احذر التعصب لما تعلمته واقتنعت بصوابيته، لأن كل شيء نسبي، والتعصب يكبح التعلم ويجعلك محدودا.

حاول أن تبحث عن لذة القراءة،و لا تترك يومك يمر دون أن تخصص فيه وقتا محددا للتعلم، أجعله وقتك المقدس.

2- نمي تفكيرك الايجابي انطلاقا من إنتقادات الآخرين:-

سأعطيك عزيزي القارئ مثالا واقعيا ، بحيث كثيرا منا يواجهون إنتقادات حادة من بعض الأقارب او الأصدقاء من هذا القبيل ( أنت فاشل ،أنت عديم الفائدة ،أنت لا تصلح لشيء ،أنت لا تتقن عملك، أنت وجودك زي عدمة، وهكذا.

فكوننا نعيش في محيط اجتماعي متنوع ومختلف، بحيث كل عنصر من عناصره لـــه نمط تفكيره وعقليته وخاصياته النفسية والإدراكية الخاصة، وهذا ما يجعل إرضاء الكل أمرا صعبا للغاية، إن لم نقل مستحيل أن تتلقى الانتقادات من محيطك عزيزي القارئ أمر طبيعي، ليس بالضرورة لأنها حقا تنطبق عليك، ولكن لأنه من الصعب كما قلنا إرضاء الجميع، وكلما تلقيت هذا النوع من المعاملة بشكل رتيب كلما ازدادت خطورته، إذا لم تحسن التصرف العقلاني معه، فالإنتقادات قد تتسرب إلى عقلك الباطن بسرعة رهيبة، ومن تم تسيطر عليه وتبرمجه بالطريقة الخاطئة التي تؤدي بك إلى اليأس من نفسك والاحباط، لذلك كلما تلقيت مثل هذه الانتقادات، حاول أن تصنع منها حافزا، لتثبت للمنتقدين أنك قادر على النجاح والانجاز بإبداعية.

لما لا تجعل من انتقاداتهم الباكورة الأولى للثقة بالذات، علينا أن نؤمن بالفلسفة التي تقرر بأنه يستحيل إرضاء جميع الناس ونيل إعجابهم، وذلك لإختلاف الطباع وأنماط التفكير وأساليب الحياة، وهنا تبرز أهمية إثبات الذات والإيمان بها بين الذوات المختلفة، لأن من شأن الانسياق وراء ذوات الآخرين وتبني سلوكاتهم أن يفقِدنا البوصلة، فهناك أناس لديهم أسلوب حياة خاطئ وسلوكات خاطئة، ولكنهم مؤمنون بها، ويتصرفون كما لو كانت صائبة، وقد يدفعوننا إلى تبنيها ثم تناسي ذواتنا التي قد تكون هي التي على صواب.


لا ينبغي أن يفهم من كلامنا هنا مجافاة الآخرين وإدارة الظهر لنصائحهم، لا أبدا، وإنما المقصود من كلامنا هو انتقاداتهم الهدامة، وما أكثرها. 

وهي ما يتعين ألا نتوقف عندها وألا ندعها تتدخل في بناء شخصيتنا.


خلاصة القول حول ازدراء الآخرين وانتقاداتهم إلى حافز لإثبات ذاتك.


3. فكر بإيجابية عن طريق الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة:-


سأحصل على السعادة عندما أحصل على عمل جيد، مسكن جيد، زوجة صالحة، سيارة فارهة وأبناء صالحين..... الخ.


الكثير منا علق سعادته بالمستقبل وبالأحلام التي يراها كبيرة، وهذا من دون شك يجعله يعيش الحاضر بنكد وسخط، ما يصرفه عن الانتباه إلى التفاصيل الصغيرة التي يعيشها في حاضره، والتي من شأنها أن تدخل نور السعادة إلى قلبه، وهذا خطأ فادح يقع فيه الكثير من الناس، ماذا لو انتبهت إلى التفاصيل الصغيرة التي تحياها يوميا، وماذا لو اعتنيت بأشيائك الصغيرة التي تمتلكها، هي من دون شك فاقدة للحياة، اذا كان كل تفكيرك أسيرا لدى الأحلام المستقبلية الكبيرة، ولكنك تستطيع أن تمنحها الحياة، فتمنحك شيئا من الرضا والتفاؤل.


صدقني عزيزي القارئ لست هنا بصدد بيعك الوهم، أو محاولة مواساتك على وضعيتك الحرجة، لا أبدا، وإنما أنا بصدد اكتشاف عالمك الصغير والاستمتاع به. 

خلاصة القول: المستقبل بيد الله ولكن اسع إليه من دون التنكيد على حاضرك.


هناك نوع آخر من التفاصيل التي من شأن الغوص فيها أن ينكد علينا حياتنا، ولعله هو المقصود من المقولة الغربية الشائعة "الشيطان يكمن في التفاصيل".


إذ هناك أشخاص مهووسون بالتفاصيل وبالبحث عن الجانب المظلم من الأمور، فتجدهم مثلا مشغولين بتأويل كلام وسلوكات أقربائهم وأصدقائهم، لماذا قال لي هكذا، لماذا قال تلك الكلمة ولم يقل أخرى، أكيد هو يلمح إلى، لماذا نظر أو نظرت إلي بتلك الطريقة، لماذا لا ينظر في عيني عندما يحدثني...الخ.
إن الانشغال المفرط بمثل هذه التفاصيل يعكر صفو الحياة ويحولها إلى جحيم، ويجعل مواقفك وقراراتك تنبني على الأوهام، في الواقع هذا النوع من التفاصيل هو حقل خصب لنمو الأوهام، ولا أعتقد أن هناك أخطر من أن تتأسس حياة شخص على الوهم.


4. فكر بإيجابية في تقييـــم ذاتك:-


من السهل تقييم الآخرين، من السهل وضع حياتهم على الطاولة وتشريحها، ومن السهل أن نفتي عليهم ما يجب أن يفعلون لتغيير حياتهم نحو الأفضل. 

لكن من الصعب أن نعمل على تقييم ذواتنا في الوقت الذي تحتاج فيه تقييما من أجل اتخاذ القرارات التي من شأنها أن تطور الذات وتغير مسارها.


صعوبة تقييم الذات تكمن في إلى أي مدى نلتزم بالموضوعية، وهذا يعني أن تجد التوازن بين تضخيم ذاتك والشعور بأنك قريب من الكمال، وبين تضخيمك لأخطائك وسلبياتك وتركيزك على الأشياء التي لا تملكها.


أنت مطالب أن تتجرد من انطباعاتك الأولية عن نفسك، وأن تخرج منها لتنظر إليها بعين الآخرين الذين ليسوا ضدك طبعا.

عندما تشعر أنك وصلت الى النفق المسدود وأن المسار الذي تسير فيه لا يناسب ذاتك وطموحاتك، لا تقف لتندب حظك، فالمجال دائماً مفتوح لتغيير المسار.

وإليك عزيزي القارئ قاعدة ذهبية، وهي التقييم من أجل التقويم قبل التقييم من أجل التغيير الجذري.

في كل لحظة استشعرت خللا ما في حياتك، توقف لتطرح السؤال: أين أنا؟ أين أقف؟ هل هذا الخلل يتطلب تغيير المسار؟ أم يتطلب فقط عملية تصحيحية بسيط

تذكر دائماً عزيزي القارئ إن الله سبحانه وتعالى وهب الآخرين كل شيء ، ووهبك ذاتك ..فاسمو بها.

شاهدوا ..واستمعوا ..جيداً لمحاضرة الدكتور/ إبراهيم الفقى ...الله يرحمه

تعليقات

يجب علينا تقديم خطاب إعلامي مقنع للجمهور، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والتعامل بحرص مع الموضوعات