"ميناء غزة"..من حلم على طريق إقامة الدولة لرصيف بحري أميركي بادعاء محاربة المجاعة

 هناك أسباب غير معلنة تقف خلف بناء الميناء الأميركي العائم على ساحل غزة


يثير الميناء العائم الذي يشرع الجيش الأميركي في بنائه على ساحل قطاع غزة الكثير من التساؤلات حول الأسباب والدوافع الحقيقة الكامنة خلفه، فأهالي غزة يقصفون بأسلحة أميركية وفي الوقت ذاته يتلقون مساعدات إنسانية أميركية.
الشروع في بناء رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة

المحلل العسكري في صحيفة يديعوت رون بن يشاي يقول إن للولايات المتحدة مصلحة في بناء رصيف بحري عائم قبالة سواحل غزة لأربعة أسباب رئيسية، وهي:

السبب الأول:-
هو حاجة إدارة بايدن الماسة إلى إرضاء ناخبي الحزب الديمقراطي والمسلمين والداعمين الفلسطينيين، وإظهار لهم أن الولايات المتحدة تقدم مساعدات إلى قطاع غزة ما يؤدي إلى تحسين صورة الرئيس بايدن في عيون الناخبين الشباب من الجناح التقدمي في حزبه، الذين يهددون بعدم التصويت للرئيس الديمقراطي.

السبب الثاني:-
هو أن الحكومة الأميركية أدركت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو محتجز لدى الوزيرين بن جابر وسموترتش، فخرجت لمساعدته. بهذه الطريقة، سيتمكن نتنياهو من تبرير إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية بإملاء مباشر من الإدارة في واشنطن.

السبب الثالث:-
سيسمح الرصيف البحري بتفريغ شحنات وكميات كبيرة من المساعدات الإنسانية، وهي أكبر بعشر مرات من الكميات التي تصل حالياً إلى قطاع غزة بالشاحنات، وأغلبها تتعرض للنهب.

السبب الرابع:-
هو أن وجود رصيف أمام الشواطئ الشمالية لقطاع غزة، حيث تسيطر إسرائيل ولا توجد بها كثافة سكانية كافية لمهاجمة الشحنات، سيضمن أن المساعدات ستذهب مباشرة إلى منظمات الإغاثة العاملة داخل القطاع.

مخاوف فلسطينية

كما يرى الكثير من المحللين الفلسطينيين أن الميناء العائم يهدف إلى تخفيف الضغوطات على حكومة نتنياهو لتواصل حربها على قطاع غزة، بالتالي فهو خطوة لشرعنة الحرب دولياً، لا سيما أن الأصوات الداعية لوقف الحرب وسط المجاعة في القطاع تتزايد بشكل كبير، كما تثار مخاوف من استغلال هذا الميناء لتحقيق أهداف خفية بعد انتهاء الحرب، لا سيما أن سواحل قطاع غزة غنية بالغاز.

لماذا تحدث الرئيس الأميركي "جو بايدن"، عن إنشاء ميناء "مؤقت" في غزة لادخال المساعدات؟! فهل أميركا واسرائيل عاجزتان عن إدخال مساعدات لشمال غزة بشكل سلس؟ هناك ميناء أسدود قريب من غزة، وهناك عدة معابر غير معبر رفح (الشجاعية وبيت حانون والمنطار وصوفا وسريج وكيسوفيم) وغيرهم.

سفينة أميركية تتجه إلى شرق المتوسط حاملة معدات لبناء ميناء عائم على ساحل غزة


هل الميناء فعلا سيكون مؤقت؟ أم ميناء دائم لما بعد الحرب؟

تضارب الأدوار للجيش الأميركي

وأثارت صحيفة وول ستريت جورنال تساؤلات لا سيما أنه للمرة الأولى بالتاريخ سيقوم الجيش الأميركي بعملية متعاكسة الأهداف، فهو يقدم الأسلحة لإسرائيل ثم يقدم المساعدات للمواطنين في قطاع غزة الذين يتعرضون لقصف بدعم أميركي ضمني.

وقالت الصحيفة إن قرار الرئيس بايدن بإصدار أمر للجيش الأمريكي ببناء رصيف عائم قبالة قطاع غزة من شأنه أن يسمح بتسليم المساعدات عن طريق البحر، يضع أعضاء الخدمة الأمريكية في مرحلة جديدة من تاريخ المساعدات الإنسانية. إن نفس الجيش الذي يرسل الأسلحة والقنابل التي تستخدمها إسرائيل في غزة يرسل الآن الغذاء والماء إلى المنطقة المحاصرة.

وجاءت فكرة الرصيف العائم بعد أسبوع من سماح بايدن بعمليات إنزال جوي للمساعدات الإنسانية لغزة، وهو ما انتقده خبراء الإغاثة باعتباره غير كاف.

ويقول خبراء الإغاثة إنه حتى الرصيف العائم لن يفعل ما يكفي لتخفيف المعاناة في المنطقة، حيث يقف السكان على حافة المجاعة.

ومع ذلك، قال مسؤولون كبار في بايدن، إن الولايات المتحدة ستواصل تزويد إسرائيل بالذخائر التي تستخدمها في غزة، بينما تحاول توصيل المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف هناك. لذا فإن البنتاغون يقوم بالأمرين معًا.

على مدار عقود من الزمن، قام فيلق المهندسين بالجيش، باستخدام المهندسين القتاليين، لبناء أرصفة عائمة للقوات لعبور الأنهار، وتفريغ الإمدادات، وإجراء عمليات عسكرية أخرى.

كان أبرز وقت أنشأ فيه جيش الولايات المتحدة، بالتعاون مع الجيش البريطاني، مثل هذا الميناء العائم، في الحرب العالمية الثانية عندما كان من الضروري نقل الإمدادات إلى قوات الحلفاء التي هبطت على ساحل نورماندي في فرنسا وهزمت النازيين.

ومشكلة هذا الميناء العائم - الذي يتكون أساساً من رصيفين، أحدهما في وسط البحر والآخر متصل بالشاطئ - هي حساسيته للعواصف في البحر. من الصعب تشغيل مثل هذا الرصيف عندما يكون البحر هائجًا.

وقال المتحدث باسم البنتاغون، مساء السبت، إن أول شحنة من الإمدادات عبر هذا الميناء ستبدأ بالوصول إلى الشاطئ في غزة خلال حوالي 60 يومًا، وفي ذروة عملها ستوفر حوالي مليوني جرعة من المساعدات الإنسانية يوميًا. وحرص المتحدث باسم البنتاغون على التأكيد على أن الجنود الأميركيين لن ينزلوا إلى الشاطئ ولن تطأ أقدامهم قطاع غزة ليؤكد لمواطني الولايات المتحدة أن الإدارة لا تنوي التورط في حرب شرق أوسطية أخرى بأقدامها على الأرض.

تعليقات

يجب علينا تقديم خطاب إعلامي مقنع للجمهور، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والتعامل بحرص مع الموضوعات