"نجمة داوود" السداسية .. هي شعار إسلامي .. ليست - صهيونية

 نجمة داوود دائما ما تثير الجدل حيثما وُجدت بمكان، فبمجرد رؤية تلك النجمة السداسية يتبادر إلى الأذهان أنها رمز للصهيونية أو اليهودية، وهذا ما حدث.

لا شك فيه: أن الآثار والفنون جزء لا يتجزأ من تاريخ أى أمة ومن تراثها وذكراتها، وأى محاولة لطمس هوية تلك الأمة أو العبث بماضيها أو السطو على تاريخها هى بلا شك عملية اغتيال وجريمة كبرى والسكوت عنها جريمة أكبر.

أن نجمة داوود واحدة من أهم رموز الحضارة المصرية القديمة، والتى صارت فيما بعد رمزا لهوية الشعب اليهودى، حيث يعد قدماء المصريين أول من استعملها، ففى الديانات المصرية القديمة، كانت النجمة السداسية رمزا هيروغليفيا لأرض الأرواح، وحسب المعتقد المصرى القديم فإن النجمة السداسية كان رمزا للإله "أمسو" الذى حسب المعتقد القديم أول إنسان تحول إلى إله وأصبح اسمه "حورس"، وتأثروا "بنى إسرائيل"، بهذا الرمز المصرى ونسبوه إلى أنفسهم.

«من هنا ومن هذا المنطلق جئت لأضع أمام القارئ الحقيقة كاملة عن النجمة المسدسة أو ما تعرف خطأ بنجمة داوود».

نجمة داوود على إحدى الآثار الفرعونية

وجدت تلك الزخرفة في العديد من العمائر والتحف الإسلامية منذ القرون الأولى من الهجرة، وأقدم نموذج باق لتلك الزخرفة منبر عقبة نافع الذى صنع في العراق سنة 248 هـ 862م، أما ما يدعيه اليهود من كون تلك النجمة من تراثهم، وأنها من استخدامات داوود وسليمان عليهما السلام فلا أساس له من الصحة، لأنه بالبحث في التوراة لا يوجد ذكر لتلك النجمة مطلقًا، وتبقى الإشكاليتان، الأولى أصل النجمة والثانية كيف انتقلت للصهاينة؟.
في عهد صلاح الدين الأيوبي سكت الدراهم وعليها نجمة سداسية، باعتبار أن الإسلام يحارب الفرنجة الذين اتخذوا الصليب شعارًا، فكأن داود يحارب جالوت، وفيما يليصورة لدرهم سك في مدينة حلب سنة 580 هجرية/ 1184 ميلادية.

الوجه:

الإمام الناصر لدين الله أمير المؤمنين : "ضرب بحلب سنة ثمانين وخمسمائة".

الظهر:

الملك الناصر صلاح الدين يوسف : " لا إله إلا الله محمد رسول الله".

كما أن النجمة السداسية ظهرت في نقش فوق مدخل قلعة الجندي في سيناء، في العصر الحديث، وكانت النجمة السداسية تسك على الفرنك المغربي، ثم أصبحت النجمة خماسية بعدد أركان اإسلام.

أصبح للنجمة السداسية قوة سحرية فاستعملها السحرة الذين يكتبون الأحجبة(جمع حجاب).

ملخص القول إن النجمة السداسية هي موروث إسلامي قديم، عند الشيعة وأهل السنة والدروز.
أن أصل النجمة المسدسة، فالذي أميل إليه أنها مصرية قديمة، منها مثلًا ما هو موجود بسقف مقبرة سنفرو، وللنجوم مدلولات كثيرة في الحضارة المصرية القديمة من أهمها وجود المبدأ السماوى نتر (neter) الذي تجسد وتجلى على الأرض وقد اتسمت العقيدة المصرية القديمة بسمات النجومية، فمن النصوص الدالة علي ذلك هذا النص والذى جاء فيه "سوف تتجلى في هيئة نجمة وكأنك أحد الآلهة النجوم".
وقد تم اكتشاف هذا الأثر بإحدى المقابر الأثرية الموجودة بمدينة أون، عاصمة مصر فيما قبل الأسرات، وهي بمنطقة عين شمس والمطرية، وأن صاحب المقبرة كما ورد عن المصرى القديم هو كاهن المراسم بالمعبد الكبير بالمدينة، حيث وجدت لديه مجموعة من خبز القربان يتكون من 3 أرغفة بأحجام مختلفة، أولهم يحمل خاتم الملك وهو غطاء الرأس الملكي، وثعبان الكبرى الملكية وكان يزين جبين الملك، والرغيف الثانى ويحمل بصمة قاعدة العصا الملكية أو الصولجان.
أما الرغيف الثالث، وهو أصغرهم حجمًا، فيحمل الرمز الشخصى للملك، وهو النجمة السداسية، ويوجد منفردًا في صندوق خاص به ذي غطاء شفاف ليظهر ما بداخله، وكان هذا الخبز من الوجبات المقدسة التى عرفتها العقيدة المصرية القديمة قبل أن توجد العقيدة اليهودية أو المسيحية.
ويرجع السبب في وجود هذا الأثر، إلى أن الملك ثيش قدمه قربانًا للمعبد الكبير في مناسبة دينية أو نذر لحادث أو فعل معين، حيث أمكن العثور علي بعض الأدلة التى تشير إلى أن الملك أمر بصنعه، ثم ختمه بالشارات الملكية، وسلمه لكاهن مراسم المعبد الكبير ليوضع في موضع القرابين بالمعبد، لتصبح عادة وطقسًا بعد ذلك خاصًا بالمملكة، لذا احتفظ به كاهن مراسم المعبد للتبرك به كأول خبز للقربان قدمه الملك للمعبد، ثم احتفظ به في مقبرته للتبرك به، وإثبات اشتراكه الفعلي في هذا الطقس وأول نوع من هذا الخبز المقدس.
وقد تم السطوعلي هذا الرمز المصري وهو النجمة السداسية، من قبل الإسرائيليين  ليثبتوا أحقيتهم في أجزاء من مصر، حيث هدفهم لتكوين دولة من النيل إلى الفرات، فاستحوذوا على هذا الرمز، رغم أنه رمز وثنى، وأن المرجح أن الإسرائيليين اختاروا هذا الرمز المصرى القديم ولهذا الملك الفرعوني لأنه اقتصر علي العماليق في أرض الشام ليؤمن بالله في مصر متشابهًا مع ما قام به اليهود بحربهم في عصر النبيين داوود وسليمان عليهما السلام.
وقد نقلها المسلمون عن الحضارة المصرية وطوروا في شكلها وزخرفتها، وزينت بها عمائرهم وكتبهم وتحفهم بدليل ما عثر عليه من تحف وعمائر متقدمة تشتمل على تلك النجمة، منها المنبر المذكور، ومنها خانقاة أيدكين البندقداري بمصر، وغيرها من العمائر والتحف، ولعل في ولع المسلمين بتلك النجمة تأثرهم أولًا بالحضارات السابقة، وثانيًا لأن تلك النجمة لها أصل في كتاب الله، فهى إشارة للأيام الستة التي خلق الله فيها السماوات والأرض.
قال تعالى (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ) وغيرها من الآيات.

وتبقي القضية: الأخري وهى انتقال تلك الزخرفة إلى الثقافة أو الهوية الصهيونية: أن نجمة داوود star of david: عبارة عبرية معناها العربى درع داوود، وأصل تلك النجمة غامض حيث لا توجد له إشارت في التلمود أو في العهد القديم، وحتى إن وجدت علي بعض المعابد اليهودية في القرن الثالث الميلادى، فإنها وجدت قبل ذلك بقرون طويلة على معابد رومانية وكنائس مسيحية، أشارت "نجمة داود" إلى الوجود لأول مرة عام 1648 م وحكايتها بدأت في مدينة براغ التي كانت في ذلك الوقت جزءًا من الإمبراطورية النمساوية.
وعندما تعرضت براغ لهجوم من قبل جيش السويد كان هناك من بين المجموعات العرقية المتعددة والتى تولت الدفاع عن المدينة مجموعة من اليهود، فاقترح إمبراطور النمسا آنذاك فرديناند الثالث، أن يكون لكل مجموعة من تلك المجموعات راية تحملها، وذلك للتمييز بينها وبين فلول القوات الغازية التي تحصنت في المدينة وبدأت بشن حرب عصابات، وعلى إثر ذلك الاقتراح، قام أحد القساوسة اليسوعيين بأخذ أول حرف من حروف "داوود" وهو حرف الدال باللاتينية والذى هو على شكل مثلث وكتبه مرة بصورة صحيحة، وأخرى مقلوبة ومن ثم أدخل الحرفين ببعضهما البعض.
وبهذا حصل على الشكل الذي نعرفه اليوم تحت اسم "نجمة داوود" وأخيرًا قام ذلك القسيس برسم النجمة على الراية وعرضها على الإمبراطور، فوافق على أن تكون شعارًا لمجموعة اليهود المدافعين عن مدينة براغ، ويبدو أن الفكرة أعجبت الجالية اليهودية هناك، فاتخذوا من نجمة القسيس رمزًا دينيًا لهم، وهكذا بدأ مشوار الخداع فيما يتعلق بنجمة داوود وأصلها.

تعليقات

يجب علينا تقديم خطاب إعلامي مقنع للجمهور، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته والتعامل بحرص مع الموضوعات